أقليات العراق في البرلمان.. وجود تمثيلي بلا حاضنة اجتماعية
10 فبراير 2022
في ظل نظام سياسي يوصف بأن يعمل على تمثيل المكونات أكثر من عمله على تمثيل البرامج السياسية، قسّمت العملية السياسية إلى حصص تهيمن عليها الأحزاب الممثلة للمكونات الأكبر في البلاد.
ضمنت القوانين الانتخابية تمثيل الأقليات بشكل نسبي وبواقع تسعة مقاعد موزعة على المسيحيين والصابئة والايزيديين والشبك والكرد الفيليين
وفي ظل التقسيمات الطائفية للنظام السياسي في العراق، يطرح السؤال عن حقوق "الأقليات" ومدى فاعلية ممثليهم وقدرتهم على تمثيل مكوناتهم خصوصًا مع حالة الاستقطاب الشديد الذي تشهده الساحة السياسية هذه الأيام.
اقرأ/ي أيضًا: نائب عن "الشبك" يهاجم كابينة الكاظمي: وزارة الأقليات لمسيحي متحزب
وقد ضمن قانون الانتخابات الحالي، وقبله القوانين الانتخابية السابقة، تمثيل "الأقليات" بشكل نسبي وبواقع تسعة مقاعد، حيث يحصل المكون المسيحي على خمسة مقاعد بينما توزعت أربعة مقاعد أخرى على الصابئة والايزيديين والشبك والكرد الفيليين.
لكنّ ممثلي هذه المكونات بقوا على الدوام على هامش العملية السياسية ولم تكن مواقفهم إلا تحصيل حاصل للتوافقات التي تجريها الأحزاب الممثلة للمكونات الكبرى، بحسب مراقبين وناشطين في مجال حقوق الأقليات.
تهميش أم بيضة قبان؟
يقول أسامة البدر، وهو نائب عن كوتا الصابئة المندائيين، إنّ "العرف السياسي في الدورات السابقة جرى على أن تكون الحكومة حكومة محاصصة مكوناتية يفترض أن تمثل كافة مكونات الشعب، ولكن على أرض الواقع فأن الحكومات السابقة لم تكن تمثل سوى المكونات الكبيرة؛ وأما المكونات الصغيرة فيطالها التهميش".
يتحدث نائب عن المكون المسيحي حول قدرة حركة بابليون على لعب دور بيضة القبان
وعن موقفه إزاء الصراع الذي تشهده حلبة تشكيل الحكومة، يقول البدر في حديث لـ"ألترا عراق" إنّ "الصورة ليست واضحة تمامًا لتشكيل رؤية وموقف"، ولكن في كل الأحوال، يستدرك النائب، "لن يكون لنا تمثيل حقيقي داخل الحكومة المقبلة على مستوى الوزارات بالدرجة الأساس"، بل "ستقتصر وظيفتنا على أداء الدور الرقابي والتشريعي داخل البرلمان ومن خلال لجانه".
وعلى خلاف ما يراه البدر، يعتقد بعض المحللين أنّ "مقاعد الأقليات" يمكنها لعب دور في المرحلة الحالية، خاصة بعد اشتداد التنافس على منصب رئيس الجمهورية، حيث يمكن لعدد مقاعد بسيط أن يؤثر على مجرى عملية الانتخاب.
وفي هذا الصدد، يتحدث النائب عن المكون المسيحي دريد جميل عن قدرة حركة بابليون على لعب دور "بيضة القبان"، ويشير إلى أنّ "حركة بابليون ما زالت تنتظر وتراقب التفاهمات الجارية بين القوى السياسية".
وكانت حركة بابليون، الحاصلة على أربعة مقاعد من أصل خمسة مقاعد تمثل كوتا المكون المسيحي، قد اجرت سلسلة لقاءات مع كل من النائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي والمرشحين الرئاسيين برهم صالح وهوشيار زيباري.
نسبة ضئيلة من المجتمع الايزيدي راضية عن النواب الذين سوف يمثلونهم من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني
كما شهدت الجلسة الثانية لمجلس النواب اختيار هيئة الرئاسة للنائبة بيدء خضر، عن حركة بابليون، لمنصب مقرر البرلمان، الأمر الذي فسره مراقبون نتيجة لتفاهمات وتقارب مع الحلف الثلاثي بين الكتلة الصدرية وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني.
وعلى أساس هذه النتائج، يُتوقع أن تحصل الحركة على وزارة واحدة في الكابينة الحكومية المقبلة وهو ما دأبت عليه الحكومات السابقة.
ناخبو الأقليات.. أقلية
على مستوى الحاضنة الاجتماعية للأحزاب الممثلة لـ"الأقليات"، لا تبدو الصورة أكثر تباينًا مقارنة مع حواضن الأحزاب التقليدية الكبيرة، حيث يرى ناشطون أن أغلبية أبناء الأقليات ناقمون على ممثليهم السياسيين جراء الفشل المتراكم لهم في الفترات السابقة، خاصة لدى المكونات الأكثر تضررًا من انعدام الاستقرار السياسي نتيجة صراع المكونات الكبيرة".
وفي المجتمع الايزيدي على سبيل المثال "ليس هنالك سوى نسبة ضئيلة راضية عن النواب الذين سوف يمثلونهم من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني"، كما يقول الناشط السياسي الايزيدي راكان رفو، والسبب في ذلك أنّ "المجتمع لديه تجارب مع هؤلاء النواب و مع سياسة الحزب بصورة عامة".
أما عن وجود مخاوف لدى أبناء الديانة الايزيدية من ضياع مصالح المكون داخل مصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني، يشير راكان رفو إلى أن "غالبية المجتمع وحتى قسم كبير من الذين صوتوا لهم على يقين تام بأن لا الحزب ولا النواب الايزيديين سوف يفضلون مصلحة المجتمع على مصلحة الحزب وأهدافه فالمجتمع عاش مع هذه الحقيقة منذ 2006 إلى الآن".
تعرضت مخيمات النزوح الايزيدية إلى حملات ضغط وترهيب للتصويت لمرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني
يؤكد الناشط الايزيدي لـ"ألترا عراق" أنّ "ضعف دور الأقليات يعود إلى عدة أسباب منها دستورية و منها سياسية، فلا الدستور العراقي ولا القوانين العراقية تحفظ حقوقهم، ولا وجود لأحزاب أو كتل سياسية تستطيع تمثيلهم في الحكومة بشكل حقيقي".
ويضيف: "صحيح أن هؤلاء النواب فازوا بأصوات المجتمع الايزيدي؛ لكن تلك الأصوات نسبة قليلة من مجتمع أغلبه قاطع الانتخابات".
وتعرضت مخيمات النزوح الايزيدية إلى حملات "ضغط وترهيب" بهدف المشاركة في الانتخابات الأخيرة والتصويت لمرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني كما يقول رفو لـ"ألترا عراق".
اقرأ/ي أيضًا:
العراق.. إعادة إنتاج قوانين "البعث" ضد الأقليات
مقتدى الصدر يتوعد "الغاصبين".. لجنة خاصة للتحقيق بشأن عقارات الميسيحيين
الكلمات المفتاحية

بعثة الناتو: عملنا سيستمر لأعوام بالعراق.. وندرب قواته على إغلاق الحدود مع سوريا
الاتفاق مع الحكومة العراقية على 32 هدفًا طويل الأمد لدعم مهمة الناتو في العراق

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي
نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات