أصوات لا تعرف المعنى

إننا نعرف أن الصورةَ رمادية 
وملطخّةً بالسخام 
لكنها غير ثابتةٍ يا الله..
أدعوكَ لأن ترانا في الضوء الواضح 
مثل نملٍ يمضي بسكينةٍ في ضجيج العالم 
هل تعلم يارب
لقد رأيتهم يسلبون الطيور أجنحتها في ساحة التحرير 
ويحملون في وجوههم الكثير من الأشياء الثقيلة 
وكانت كفوفنا فارغة إلا منك..
لم نكن نحمل غير رؤوسنا 
ورئاتٍ تنفستْ هواءك 
لكننا 
يا رب 
تعلّمنا المواجهة، 
المواجهة التي أصبحت دمنا المعتاد وهو ينزف في الساحات العامة.. 
خرجْنا 
ذلك النهار بصدورٍ معبّأةٍ بالدخان 
وجحيمٍ يخترق الخواصر 
ويشي بنا مجددًّا للوطن..
إنه
العراق يا الله 
يقع في منتصف الجحيم تمامًا 
هل تراه؟ 
العراق الذي يخرجُ في الصباح من حناجر الكادحين،

أبناؤك في مساطر ساحة الطيران على شكل أغنياتٍ متقطّعةٍ
وفي الليل 
يتحوّل إلى أغاني احتجاجٍ بليغٍ 
أصوات كثيرة تخرج من شفتَي هذا الوطن 
لا تعرف المعنى 
ولكن على الكون أن يسمعها غالقًا شفتيه.. 
 

اقرأ/ي أيضًا: 

حوار شخصي مع النشيد الوطني

الأرض لك