نجل المرجع السيستاني يستذكر مقاتلي "داعش": استصغرت نفسي أمامهم
13 يونيو 2023
استذكر النجل الأكبر للمرجع السيستاني؛ محمد رضا، الذكرى التاسعة لصدور "فتوى الجهاد الكفائي" التي صدرت عند اجتياح "داعش" لمحافظات عراقية في العام 2014.
قال نجل المرجع السيستاني إنني استصغرت نفسي أمام شموخ مقاتلي "داعش"
وقال نجل السيستاني، في كلمة اطلع عليها "ألترا عراق"، إنه "بهذا اليوم 13 حزيران/يونيو يصادف الذكرى السنوية التاسعة لصدور فتوى الدفاع الكفائي من على منبر صلاة الجمعة في كربلاء، وبعده هبّ العراقيون شيبًا وشبّانًا لمقارعة الإرهابيين ودفع شرهم في مشاهد رهيبة قلّ نظيرها في التاريخ القريب".
وقال محمد رضا السيستاني، إنه "ينبغي أن نستذكر بإجلال وإكبار أولئك الأبطال الذين استرخصوا دماءهم وبذلوا أرواحهم في تلك الملحمة الكبرى، فمنهم من استشهد وذهب الى ربّه مخضبًا بدمه، ومنهم من أصيب وربما كانت إصابته بالغة أدّت به إلى عوق دائم، ومنهم من لا يزال يقف على السواتر ويواصل القيام بمهمته العظيمة".
وأضاف أنه "من المؤكد أنه ليس باستطاعتنا أن نوفي الشهداء الأبرار ولو جزءًا يسيرًا من حقوقهم، ولكن لعل من المناسب ونحن على أعتاب زيارة الإمام الحسين في يوم عرفة وهي من أهم الزيارات وأثوبها أنّ من يوفق منّا لزيارته أن يقرأ الزيارة المخصوصة ويهدي ثوابها الى أرواحهم الطاهرة، ومن يكون في الحج يأتي ولو بأشواط من الطواف نيابة عنهم. هذا شيء يسير جدًا تجاه تضحياتهم العظيمة ولكنه من أحسن وجوه استذكارهم رحمهم الله، نسأل الله تعالى أن يجعلهم في أعلى عليين ويحشرهم مع الشهداء العظام ولا سيما أنصار الإمام الحسين".
وقال أيضًا: "قد زرت قبل مدة قبور جمع منهم في وادي السلام فخنقتني العبرة واستصغرت نفسي أمام شموخ أولئك الأبطال، شباب في عمر الزهور اختاروا بإرادتهم الحرة أن يسلكوا طريق الشهادة دفاعًا عن حياض المسلمين وأعراضهم ومقدساتهم".
وبيّن أنه "قرأت على شواهد قبورهم أن بعضهم كان طالبًا في الحوزة وآخر خريجًا من الجامعة وثالث كان عاملاً بسيطًا وهكذا الآخرون كلهم من عامة الناس، وقد سمعت من مواقفهم ما يهز المشاعر بل يزيل القلب عن مستقره، وللمثال حدثني والد أحدهم أنه كان قد تخرّج للتوّ من الجامعة، قال: وكنت أمنّي نفسي بتزويجه فهيّأت الدار والمستلزمات واتفقنا على خطبة إحدى القريبات ولكن عندما نادى منادي الجهاد رفض أن يتزوج وقال: أنا ذاهب إلى الجبهة، وكلما حاولت ثنيه عن ذلك وإقناعه بالتريث لم ينفع، قال: هذه فرصة أين أجد مثلها؟ مقاتلة البغاة والمارقين بفتوى شرعية يكون المقتول فيها شهيدًا يدفن بثيابه بلا غسل ولا كفن، أنّى أجد مثل هذه الفرصة؟ قال قلت له: في غيرك الكفاية فقال: ولكن إذا استشهد غيري فهل يكتب لي ثواب شهادته؟ فقلت له: نحن أسرة ميسورة نساهم بأموالنا في الدعم اللوجستي، والجهاد يكون بالمال كما يكون بالنفس، فقال: وأين الجهاد بالمال من الجهاد بالنفس؟ ألحّ على الذهاب إلى الجبهة ولم تطل أيامه حتى جيء به شهيدًا".
وأضاف: "مقاتل آخر كان في جبهات الشمال وفي إجازته لا يرجع إلى أهله بل يذهب متطوعًا إلى جبهات الغرب وقد استشهد هناك. مقاتل ثالث كان لا يرضى بالاستفادة من إجازته إلا إذا لم يكن لأهله ما يأكلون فيأتي ويعمل بضعة أيام لتوفير المأكل لهم ثم يرجع إلى الجبهة، وقد استشهد وخلفه العديد من الصغار، وهكذا الآلاف من أمثالهم، صلوات الله ورحمته عليهم وجزاهم عنّا خير جزاء المحسنين".
وما يعرف بـ"فتوى الجهاد الكفائي"، هي التي دعا فيها المرجع علي السيستاني، العراقيين إلى الانخراط في القوات المسلحة، من أجل التصدّي لـ"داعش"، الذي سيطر حينها على ثلاث محافظات في غرب العراق وشمال غربه وهدد العاصمة بغداد.
ودائمًا ما كانت رسائل المرجع السيستاني تحذر من استغلال "فتوى الجهاد الكفائي" لمآرب سياسية.
الكلمات المفتاحية

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية
أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية