ثقافة وفنون

لماذا أيتها القصيدة

12 فبراير 2017
Dia-Al-Azzawi-Basrah-Sunset-1990.-Acrylic-on-canvas-91-x-122-cm.-Copyright-Dia-Al-Azzawi.-Courtesy-Galerie-Claude-Lemand-Paris..jpg
ضياء العزاوي/ العراق
علي رياض
علي رياضشاعر من العراق

منذ الأمس وأنا أبحث عن بداية
عن جملة وصفية أو خبرية
عن استعارة أربط بها الدلو، وأنزله إلى بئري.
كأني أود قول كل شيء مرة واحدة،
وبقصيدة واحدة أكتب عن الحب والألم والخذلان والوحدة.
كأن القصيدة أريكة الطبيب النفسي،
تتصاعد منها بالهمهمة كل القصص المخبأة،
وتتدلى منها كل السلاسل الصدئة التي تطوق الذاكرة.
كأن حياتي سجادة أنفضها بقوة،
وألم غبارها بعلبة زجاجية أودعها البحر.
كأني في تيهي هذا، غمست قدميَّ بالحبر وصنعت خارطة ورائي.
كأن ما ورائي رقعة، أرمي عليها النرد، وأتجاوز أفاعيها.

لكنني منذ الأمس
أشعر بها قوية وثقيلة
تطبع رضا واسعًا على أضلاعي
تشارك قلبي في مساحته، وتسمم الهواء في صدري.
منذ الأمس تقتلني، تسحبني من ياقتي إلى الحاسوب لأخرجها
تختبئ في الصفحة البيضاء، وتسخر من عجزي:
عيناي مشدوهتان
أصابعي مشدودتان برغبة البدء
والورقة البيضاء فارغة. 

لكنني ربما أسمعها الآن
أو ربما أراها فكرة غاضبة ومتململة
كأنها تقول: أنا الشاهدة الوحيدة على حقيقتك الكاملة.
أنا العجوز التي تغزل الصوف قرب نافذتها المطلة على قعرك.
رأيتك تحب كمن سرق صولجان الملك، ولم يشف قلبه بحمله ولو مرة.
رأيتك تبكي، وكانت دموعك نهرين في صحراء، لم تنبت على شواطئهما ولو وردة واحدة.
سمعتك تغني، وكان لحنك النشاز عظيمًا، خالدًا في ذاتك كقداس إله مات.
راقبت نومك، كيف كانت عروقك تنفر من جلدك، كما لو أن دمك يود أن يهرب مما يرى.
ونظرت في عينيك حين نظرت لي، ولم تعرف بأني أراك، وأفهم كيف تسجل كل حياتك في عينيَّ، لأكون شاهدتك الوحيدة.

يا أيتها القصيدة
يا شاهدة على وجع لا يغلق جفنيه على حمرة عيني الشيطان في وجهه.
أنت مني كبريق نصل الرمح من عينيّ الفارس، والطيف من نثير الماء.
وأنا منك كصدأ الفضة في المرايا العتيقة، والهالة السوداء تحت العين التي رأت كثيرًا.
أكتبكِ ولستُ سوى عشرة أصابع تدون إملاءكِ.
أكتبك غريبة وموحشة، لا يلمس غزلك الصوفي سوى الضوء والغبار.
أكتبك صلاة، وتكونين إلهي، وأصلي لك وأنا خالقك.
أكتبك وأنا أحبك، ترقصين على وهمي، وتنقبين في ألمي، وتعزليني عن العالم.

أيتها القصيدة
منذ الأمس وأنا أبحث عنك
عن خيط الصوف الذي يقودني إلى المغزل
عن انعكاس خاطف على زجاج نافذتك المعتم
لكنك ومنذ الأمس، تثقلين على صدري، وتسممين هوائي، وتصدين عني، كأني لست منك ولست مني..

لماذا.. لماذا أيتها القصيدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عندما يتعلق الأمر بالضحايا

يُكتب في خانة الاسم: مجهول

الكلمات المفتاحية

مدرس.jpg

صور: أستاذ عراقي يتطوع لتعليم المسمارية بطريقة مبتكرة

ينظم مدرس مبادرة سنوية لتعليم الكتابة المسمارية عبر مشروع يستهدف طلاب المرحلة المتوسطة


الهيئة العامة للاثار والتراث.jpg

البعثة التنقيبية العراقية الإيطالية تقترح إقامة متحف ثابت في تل محمد

اكتشافات آثارية في تل محمد ببغداد


جروانة.jpg

لا سياج ولا إجراءات تأمين.. "تويوتا العراق" تبرر صعود "لكزس" فوق السد الأثري

بررت شركة "تويوتا العراق" تصوير إعلان تجاري على متن سد جروانة الأثري في محافظة نينوى والذي أثار استياءً كبيرًا وتفاعلاً غاضبًا


المخرج العراقي محمد شكري جميل.jpg

أخرج "المسألة الكبرى" وشارك في أفلام عالمية.. رحيل المخرج العراقي محمد شكري جميل

النقابة والوزارة تنعيان المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل عن عمر 88 عامًا

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert