رأي

اطمئنوا.. الزنزانة تتسع للجميع

5 ديسمبر 2022
1634712670_d0dc495d-6bbb-4937-88e4-e23cf4df491d.jpeg
الزنزانة لن تمتلئ لأنها تتّسع لكم جميعًا (فيسبوك)
سمير داود حنوش
سمير داود حنوشكاتب عراقي

وكأنه عندما كان يصرخ ويتحدث في الفضائيات ويصيح "اطمئنوا" كان يُدرك أن مسيرة حُكمه التي ستدوم لأكثر من عامين ستكون مليئة بكل أنواع وألوان الفساد وستُغرق البلد في وحل النهب والانقضاض على ما تبقّى من المال العام. كان يعلم رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي أنّ في عهده سيشهد العراق أكبر عناوين السرقات وأبشع جرائم نهب المال العام، لذلك كان يصيح "اطمئنوا.. اطمئنوا".

"اطمئنوا لن تُحاكمني أي سُلطة" هكذا كان يقصد الكاظمي لأنه مُتأكد مما يقول

لا أدري من أين يأتي البعض بذلك التفاؤل الممزوج بشعور الرضا، وهو يتحدث عن ضرورة مُحاسبة من أفسد من أركان حكومة الكاظمي وناهبيها، ولا يعلم هذا البعض أن رئيس الحكومة السابق ومنذ بداية استلامه للسُلطة عَمِلَ على تحقيق أمر غاية في الأهمية فات على الذين جاءوا به إلى السُلطة أن يُفكّروا فيه، وهو قيامه بجمع ملفات الإدانة وقضايا الفساد للأصدقاء قبل الأعداء والاحتفاظ بهذه الملفات في خزنته السرّية ليوم العُسرة، ذلك الوقت الذي ستُكشف عورات حكومته عندها سيكون الكاظمي قد أخرج ملفات الفساد التي يحتفظ بها لِيُشهرها بوجوه الذين يُريدون مُحاسبته أو مُحاكمته.

"اطمئنوا.. اطمئنوا" كلمات كان "الشهيد الحي" يُخاطب بها العراقيون ليُخبرهم أن سنين حُكمه العِجاف ستكون كافية لتجويع الشعب وإذلاله وأيام كفيلة بأن يرى العراقيون بِأُم عينهم المليارات المنهوبة، وهي تتطاير وتتناثر في الهواء من أيادي السُرّاق والنهّاب، بينما يعيش المواطن العراقي أصعب أيام زمانه بعد القرار الأسود برفع الدولار مُقابل الدينار. أعتقد جازمًا أنّ لا أحد سيجرؤ على مُحاكمة أو حتى مُحاسبة الرأس المُدبّر، لأنه مُطمئن عند مثوله أمام القضاء سيكشف الكثير من ملفات الفساد لِمن تستّر عليهم من سابقين وحاليين.

"اطمئنوا لن تُحاكمني أي سُلطة"، هكذا كان يقصد الكاظمي لأنه مُتأكد مما يقول. تُرى ماذا سيكون مصير العراق لو استمرت حكومته بالحُكم لسنوات أخرى؟ بالتأكيد أن الجواب لا يحتاج إلى مُتفيقه في أنَّ العراق كان سيُباع بالتفصيخ أو حتى بالتقسيط على يد كل من يُزايد عليه. هل ستكون مُهمة محمد شياع السوداني رئيس الحكومة شاقّة في مُكافحة الفساد؟ نعم هي صعبة توجب عليه أن يستّرد ذلك المال المنهوب الضائع الذي تشتّت بين الأمصار والبُلدان بفعل مُرتزقة سُلطة انقضّت على العراق وخيراته كالانقضاض على الفريسة.

مُهمّة ربما ستكون مليئة بالتحديات للحكومة الحالية في إثبات حُسن نواياها لاسترداد تلك الأموال إلى خزينة الشعب، خصوصًا مع وجود لصوص بَرِعوا في نهب مُبرمج وسرقة مُتكاملة المعالم. أيُّها السُرّاق واللصوص "اطمئنوا الجحيم يتّسع للجميع والأمر لايستحق كل هذه المُنافسة الشرسة على من سيكون الأسوأ فيكم"، كما يقول (دوستويفسكي).

اطمئنوا.. فالشعب لا بد أن يقول كلمته لكم مهما طال وقتها وزمنها، فالزنزانة لن تمتلئ لأنها تتّسع لكم جميعًا.

 

الكلمات المفتاحية

الحروب.jpg

2025.. عام الحرب والسلام

الحروب هي في الأساس توترات مؤجلة انفجرت وتصاعدت بسرعة


الدراما في العراق.jpg

المسلسلات في "عام الإنجازات"!

هناك أسئلة عديدة حول المنحة الحكومية للدراما في العراق خلال 2024


احتفالات في غزة.jpg

نعم.. انتصرت غزة

الكيان الإسرائيلي في نكبة ليست أقل من نكبة غزة


مسعود بارزاني السوداني.jpeg

خلافات بغداد وأربيل.. تنافس يوضح المشهد السياسي لانتخابات 2025

لا يمكن أن تأتي إعادة تشكيل القوة في العراق إلا نتيجة لحدث عراقي أو إقليمي كبير من شأنه أن يعيد ضبط اللعبة

11 ابتزاز.jpg
أخبار

القضية وصلت إلى السفارة والمخابرات.. اعتقال عراقي ابتز امرأة أجنبية

أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال متهم بمحاولة ابتزاز امرأة أجنبية، إثر تلقي شكوى من خلال إحدى السفارات العراقية

البنك المركزي الجديد طقس بغداد غيوم.jpg
اقتصاد

البنك المركزي ينشر 3 نقاط من نتائج اجتماعه مع الجانب الأميركي حول القطاع المصرفي

نفى تعرض مصارف عراقية لعقوبات


مجلس الوزراء.jpg
اقتصاد

خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بالكشف عن زيادة الدين الداخلي سنويًا

ارتفاع الدين الداخلي للعراق بنسبة 2.9% ليصل إلى 81 ترليون دينار

عبد اللطيف رشيد.jpg
أخبار

رئيس الجمهورية يواجه سؤالًا برلمانيًا: لماذا رفعت راتبك؟

"الإجابة خلال 15 يومًا"

advert